Header Ads

PropellerAds

كيف يختار المصريون زوجاتهم؟


الزواج شراكة بين شخصين قررا السير فى طريق الحياة معًا، بكل ما يقابلهما من عقبات، لكن فكرة الزواج فى حد ذاتها، والمعايير التى تحكم هذا الاختيار، تختلف من شخص لآخر، ففيما يراه البعض مجرد «مشروع استقرار»، فإن آخرين ليس لديهم استعداد لخوض التجربة إلا بتوافر شرط الحب.

ومن ضمن المعايير التى تحكم اختيارات الزواج هى الوظيفة، أى طبيعة المهنة التى يمتهنها كل من الطرفين، التى من الممكن أن تلعب دورًا حاسمًا فى اتخاذ القرارات، لذا سألنا رجالًا من مهن مختلفة، عن المهنة التى يفضلونها لزوجاتهم المستقبليات اللاتى يرونهن سيحققن لهم التكافؤ والاستقرار فى حياتهم الزوجية، فجاءت وجهات نظرهم مختلفة.


كما توجهنا بسؤال لخبيرين نفساويين: «هل يمكن أن تؤثر الوظيفة اختيارات الشخص لشريك الحياة؟».

الضابط يريدها من خريجات الكليات العلمية
قبل أن يجيب، قدم أحمد صبرى، ضابط شرطة، تحليلًا تاريخيًا لتحولات الرجال فيما يتعلق بـ «مهنة الزوجة»، قائلًا: «فى الماضى كان الوضع مختلفًا، فكان الضابط يصنف ضمن الطبقة فوق المتوسطة، ومرتبه إلى حد ما أعلى من مثيله فى نفس الطبقة، لذا كان يميل إلى الزواج من مُدرسة أو صيدلانية أو طبيبة فى أغلب الأحوال، خاصة المدرسة، لأن عملها بمواعيد ثابتة تنتهى منه فى الثانية ظهرًا، وتستطيع رعاية الأبناء باقى اليوم». ويضيف: «بينما الآن تغيرت الأحوال فأصبحت مشاركة الزوجة فى مصروفات البيت ضرورة وليست رفاهية، وفى كل الأحوال يفضلها تعمل لتشغل وقتها وتتفادى الملل، لأن طبيعة عمل ضابط الشرطة تجعله لا يكون فى المنزل فترة كبيرة، وبناء على ذلك يميل إلى الزوجة خريجة الكليات العلمية، لأنها اعتادت المذاكرة سنوات طويلة لتحقيق النجاح، وبالتالى لن تتخلى عن فكرة العمل بسهولة». ورأى أحمد سعيد، ضابط بحرى، أن عمل الزوجة ليس مهمًا، وليس موضع تقييم، معتبرًا أن مسئولية مصروفات البيت تقع على عاتق الرجل فى كل الأحوال، ووظيفة الزوجة شىء خاص بها هى فقط.

المحامى: ربة منزل وأم «متفرغة»
عن «مزاج» المحامين فى الزوجة، يقول محمد أحمد بصلة، المحامى: «معظم المحامين يفضلون زوجة لا تعمل، بسبب طبيعة عملهم، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يكون ابنى مريضًا جدًا، وفى نفس الوقت لدىَّ قضية مهمة للدفاع عن متهم برىء، وفى هذه الحالة يكون وجود الأم بجوار الطفل ضرورة».


وأضاف: «إذا كانت تعمل سيشكل هذا ضغطًا فوق طاقتها، لأنها كأى أم ستكون فى صراع لتوازن بين نجاحها فى عملها وبين العناية بأبنائها، وسيزيد حجم هذا الصراع لدى زوجة المحامى بسبب مواعيد عمله الطارئة والمصيرية».

مستخلص جمركى: فى أى مجال ما عدا مهنتى
محمود أبوزيد، المستخلص الجمركى، قال: «أتمنى أن تكون زوجتى ناجحة فى عملها، ولا يفرق معى المجال الذى تختاره، لكننى أرفض عملها مثلى أو فى المجالات المشابهة مثل المبيعات، لأننى أخاف عليها من التعب». ويضيف: «بحكم عملى أرى كيف يتم التعامل برقة مبالغ فيها مع الفتيات، وهذا تمييز لصالحهن ظاهريًا، لكنه فى الواقع انتهاك، وأحيانًا كثيرة نلجأ لزميلاتنا الفتيات لإنهاء إجراءات أو أوراق معقدة، وهذا ليس معناه أنها تستخدم دلالها، فأغلبهن محترمات ويتصرفن بحسن نية، لكن الطرف الآخر ليس حسن النية، وليس محترمًا بالضرورة، لذلك لا أفضل هذا النوع من العمل لزوجتى».

تشكيلى: عايزها فنانة تشاركنى الجنون والإبداع
من قطاع يمتاز أصحابه بالمزاجية خاصة، وهو الفن التشكيلى، يرى عمر حازم الذى يعمل رسامًا بشركة دعاية وإعلان، أن أغلب الفنانين يفضلون شريكة حياة من مجال فنى أيضًا، مثل الرقص والتمثيل والغناء، لتستطيع فهمه ومشاركته فى الإبداع والجنون.
ويضيف: «صحيح أن أى فنان يكون متخصصًا فى فن معين غالبًا، إلا أنه يحب باقى الفنون أيضًا، ويشعر بالتكامل مع شريكة حياة فنانة من نفس القطاع، أو من مجال فنى آخر، لأنها لو كانت تعمل بمجال بعيد عن مجاله أو وظيفة روتينية، فمن الصعب أن تشاركه اهتماماته».

مهندس صوت: التفاهم والذكاء والحب أهم
يرى ناصر شعبان، مهندس صوت، أن معظم الرجال يختارون شريكة حياتهم حسب دراستها، فيفضلونها مهندسة أو طبيبة حرصًا على الشكل الاجتماعى، لكنه يعتبر أن الشهادة ليست مقياسًا للزواج، ويقول: «أبحث عن صفات شخصية، مثل التفاهم والذكاء والحب، فالوظيفة يجب ألا تكون هى المحدد للاختيار، ولو طلبت أن تتفرغ للمنزل فسأرحب، إن كان اختيارها».

المهندس: ست بيت تنسينى المأموريات
كممثل للمهندسين، يقول أحمد الغريب، مهندس مدنى: «ظروف عملى فى مواقع، وليست مكاتب، وأضطر للسفر أيضًا، وأعتقد أن من لهم ظروف مماثلة من المهندسين يفضلون أن تكون الزوجة مستقرة بالبيت، لأن حياته بالموقع شاقة وجافة جدًا، ويتعامل مع رجال، ويحتاج أن تمثل المرأة الجانب الناعم المكمل لحياته، وأن تعتنى بنفسها وبمظهرها، وهذا من الصعب أن يتحقق إذا كانت تعمل أغلب اليوم ومهنتها مرهقة».

الطبيب لا يتنازل عن طبيبة
يقول محمد حمدى، طبيب: «أغلب الأطباء يريدونها طبيبة أيضًا، ربما هو موروث ثقافى بسبب الأهل، وربما بسبب ضيق وقت الطبيب وعدم اتساع دائرته الاجتماعية، فتكون فرصة التقائه بزميلات المهنة أكبر، وبعض الأطباء يفضلها ذات مهنة حرة أو إعلامية، كنوع من التغيير».

خبيرة: «حواء» أكثر حرصا على اختيار مهنة شريكها

 
تقول راغدة السعيد، خبيرة لغة الجسد، مدربة المهارات البشرية، إن الشخصية العملية، كالطبيبة مثلًا، يكون لديها هدف، وتفكر بطريقة عملية إلى حد كبير فى هذه الحالة، ومن الممكن أن تؤجل فكرة الزواج لفترة ما. ووفقًا لبحث اجتماعى منشور فى مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، تحت عنوان «لماذا يتزوج الأطباء طبيبات؟»، ذكر المشاركون فى البحث أن نسبة كبيرة من الأطباء يتزوجون طبيبات أو فتيات يعملن بالمجال الطبى والرعاية الصحية ذلك لعدة أسباب ومميزات، من بينها أن الطبيب يكون مشغولًا بالمذاكرة لفترة طويلة من عمره لا يرى خلالها سوى زميلاته الطبيبات. 


وأضاف البحث أن العمل لساعات طويلة بالمستشفى مع نفس الزملاء كل يوم، كان له أثر فى أن يجعلهم جزءًا أساسيًا من حياة بعضهم، وفى هذه الحالة ليس غريبًا أن تتطاير شرارة الحب، كما أن الأطباء يشعرون بالسعادة مع شريك لديه شغف لنفس المهنة، فعندما يتزوج الطبيب من طبيبة لن يضطر إلى شرح سبب نزوله المفاجئ للعمل فى أيام الأعياد أو الخروج من المنزل فى الثانية صباحًا. 

ومن الأمور الطريفة التى لفت إليها بحث الجمعية الأمريكية، أن أبناء الطبيبين المتزوجين سيحظون برعاية طبية فائقة إن استطاع الوالدان تنظيم مواعيدهما المزدحمة. ومع ذلك انتبه البحث إلى أن الزواج من نفس المهنة، خصوصًا فى الطب، له بعض الصعوبات أيضًا، لأن كل من الشريكين اعتاد أن يكون فى العمل هو صاحب القرار، وعندما يعود للمنزل ويجد صاحبه قد اتخذ قرارًا آخر، يقع الصدام بينهما. الأمر ينطبق أيضًا على الصحفية، حسب تأكيد الخبيرة راغدة السعيد، التى تؤكد أن الصحفية، وبسبب تعاملها مع كل أنواع الرجال وبشخصياتهم المختلفة، تجد صعوبة فى العثور على «من يخطف قلبها»، ولا تنصاع وراء الكلمة الحلوة بسهولة، بل تفكر فى الشخص أكثر من مرة قبل الارتباط به، وهذا يرجع إلى طبيعة عملها.


ونصحت فى هذه الحالة بارتباط الصحفية بمن يقدر عملها أو لديه نفس ظروف عملها، وليس موظفًا مرتبطًا بمواعيد محددة. وأوضحت أن المرأة التى تعمل بعمل روتينى، لا تكون لديها طريقة فى التفكير محددة، فيما يخص فكرة الزواج.

استشارى: صحفى الحوادث وطبيب النساء «شكاكين» 

 
يؤكد الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، قوة العلاقة بين طبيعة الوظيفة والزواج على كل من الطرفين، مشيرًا إلى أن خبرة الشخص تتكون من الوراثة والتربية فى الصغر، وكذلك الخبرات الحياتية، و«هذه الوظيفة تؤثر على اختياراته وطريقة تفكيره فى الحياة».


وأضاف فرويز: «أغلب العاملين فى الأجهزة الأمنية شكاكون للغاية، لكن هناك من يستطيع التحكم فى نفسه، وكذلك صحفى الحوادث لا يثق بالمرأة سريعًا، فتعرضه للعديد من القضايا الخاصة بسلوكيات المرأة، والأخبار المأساوية الخاصة بها، تدفعه إلى موقع الشك».


ويوضح أن الأمر نفسه ينطبق على دكتور النساء والتوليد، عندما تتردد السيدات على عيادته، رغبة فى إجراء عمليات الإجهاض وغيرها، ما يؤدى إلى اهتزاز ثقته فى المرأة. ويشير إلى أن هناك فاصلًا بين السلوك المبنى على الشخصية، والمرض، ففى الحالة الأولى يكون التحكم فى السلوك سهلا، وبمجرد التحدث مع الشخص يبدأ فى تعديل سلوكه، أما إذا وصل الأمر للمرض، فيحتاج جلسات للعلاج من التفكير على هذا النحو السلبى.

ليست هناك تعليقات